fbpx
إيمان غبون: الاحتلال دمر منزلها وقتل أطفالها وجنينها وأجل رحلاتها العلاجية.إيمان غبون: الاحتلال دمر منزلها وقتل أطفالها وجنينها وأجل رحلاتها العلاجية.

إيمان غبون، 33 عاما، أم لثلاثة أطفال، بينهم مريضة مزمنة، تقيم في شمال غزة. وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجها من مكان عمله في المناطق المحتلة عام 1948. وبعد إطلاق سراحه، تم نقله إلى رفح، حيث واصلت خوض الحرب بنفسها في شمال غزة.

سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية

وتقول وهي تروي محنتها بحزن: “نزحت إلى منزل عائلة زوجي، وبعد فترة بقينا هناك، استهدف الاحتلال المنزل ونحن فيه”. لقد أصيبت أنا وأولادي، واستشهدت والدة زوجي. وبعد ذلك تم تحويلنا إلى مستشفى كمال عدوان، حيث بقينا حتى شفينا.

وتشهد غبون أنها تحملت الظروف القاسية في شمال غزة بنفسها، حيث كانت ترى أطفالها الصغار يعانون من سوء التغذية ونقص إمدادات الغذاء والدواء. وتقول السيدة غبون: “بسبب سياسة التجويع والحصار التي يفرضها الاحتلال علينا، يعاني طفلي الثاني من مرض السكري ويحتاج إلى طعام خاص وبعض الأدوية التي لم تعد متوفرة”.

وتابعت المرأة وهي تتألم: “طفلي حرم من علاجه في الأراضي المحتلة عام 1948 نتيجة الحصار الذي فرضه علينا الاحتلال”. بعد استهداف مسكننا، مُنع أيضًا من الوصول إلى معداته الخاصة وأدويته، ولم نتمكن من العثور على بديل لها. معاناة مستشفى كمال عدوان لا علاج لها ولا حلول. ضعف القدرة على الأداء. كل ما هو ضروري لنا سلبه الاحتلال، إلا منا.

فصول المأساة

حلقة أخرى من ويلات الحرب التي عاشها الغبون ترويها لـ”صفاء”: “مع اقتراب ولادتي لم يكن لدي مكان أجلس فيه، فاضطررت للذهاب إلى مستشفى كمال عدوان حيث يحاصرنا الاحتلال”. تدهورت حالة طفلي ولم يبق لي سوى موعد ولادتي عندما انتهى الحصار ودخلت إلى أحد مراكز الإيواء.

وتدعي السيدة أنه لكي يتمكن زوجها من مساعدتها في هذه المرحلة والعناية بها وبطفلها المريض أثناء تلقيه العلاج جنوب قطاع غزة، حثها على السفر عبر شارع الرشيد.

“بتاريخ 23/2/2019 توجهت إلى شارع الرشيد مع أطفالي الثلاثة، وأطلقت الدبابات الإسرائيلية قذائفها علينا، ما أدى إلى إصابتي ودخولي في حالة من فقدان الوعي لم أفق منها إلا بعد يومين. ووجدت نفسي في مجمع الشفاء الطبي” وهي تتذكر يوم إصابتها بحزن وألم.

وبحسب غبون، فقد أبلغها الأطباء بأنها مصابة بتهتك في ساقها ويدها اليسرى، ونزيف حاد، وضرورة إجراء عملية فورية لوقف النزيف. كما أُبلغت بأنه سيتم إرسالها إلى الخارج لإجراء عملية جراحية ليدها وقدمها المصابة “لقلة الإمكانيات المتعلقة بهذه الإصابات”.

الاعتداء المباشر على القاصرين

وقالت السيدة المفجوعة: “استشهد طفلاي الصغيران وأصيب الكبير، وإصابتي أدت إلى ضعف نبضات قلب الجنين”، وذلك رداً على استفسار صفاء عن أطفالها الذين كانوا متواجدين. توقفت نبضات قلب جنيني أثناء وجودي في غرفة العمليات أتلقى العلاج من قبل الأطباء في محاولة لإنقاذ حياتي وإيقاف النزيف.

تقول السيدة بصوت حزين: “طفلي الذي انتظرته طويلاً، جاء إلى هذا العالم بعد أن ولدني الأطباء”. “استشهدت لتنضم إلى إخوانها الشهداء الذين حسبتهم عند الله ليصبرني على فراقهم”.

تقول: “رغم كل ما مررت به، لم تتوقف المعاناة، لأن سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إلى جنوب قطاع غزة بسبب الاحتلال. اضطررت للبقاء في مستشفى الشفاء للحصول على الرعاية الأولية، وتغيير حالتي”. وألبس وأعالج الجروح لأن أغلب جسدي مغطى بالجروح والحروق”.

الاحتلال الإجرامي في “الشفاء”

“حتى حصار الاحتلال لمجمع الشفاء، مما أدى إلى توقف هذه الرعاية وحرماني من الطعام والشراب لمدة ثلاثة أيام متتالية، حتى أحضروا لي القليل من المعلبات التي لم تروي عطشي، الأمر الذي أثر على نفسي الصحة وأدت إلى تدهورها”، تتنهد الأم التي فقدت أطفالها وهي مستمرة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *