fbpx
هناك "فتات" تدخل. سكان شمال غزة يعانون مرة أخرى من خطر المجاعة.

عاد الجوع مرة أخرى إلى هاجس سكان غزة وشمال القطاع، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي الإمدادات والمركبات التي تحمل مواد الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المنطقة منذ ما يقرب من شهر عبر إغلاق المعابر وفرض الحصار.

مع استمرار جيش الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية وسياسة قصف المنازل فوق رؤوس سكانها، وهي الممارسة التي تزايدت وتيرتها بعد العدوان الإسرائيلي المستمر على مخيم جباليا ومدينة رفح، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خاصة وفي شمالها، يزداد سوءاً كل يوم.

كارثة إنسانية

وشهدت أسواق شمال قطاع غزة استقرارا نسبيا قبل نحو شهر، لكن الآن، وبسبب الاحتلال الذي يمنعها من دخول غزة، هناك مرة أخرى نقص حاد في المواد الغذائية والضروريات الأساسية مثل الأرز والخضروات والفواكه واللحوم والدجاج، البيض والسكر والزيوت والخضروات. ويشير هذا إلى بداية أزمة إنسانية متفاقمة وتكرار المجاعة وسوء التغذية. وخاصة بين الشباب والمرضى وكبار السن.

وبسبب نفاد الإمدادات الغذائية وعرقلة المساعدات، يخشى سكان غزة من عودة المجاعة إلى مجتمعهم البالغ عدده 600 ألف نسمة في شمال قطاع غزة، فضلا عن نقص الخبز بسبب تفاقم معاناة المرضى والأطفال. وإصرار الاحتلال على هدم المستشفيات وإخراجها من الخدمة يزيد من تفاقم مخاوفهم.

وبمساعدة برنامج الأغذية العالمي، تسمح سلطات الاحتلال بدخول عدد محدود فقط من الشاحنات التي تحمل الدقيق للمخابز وبعض الأطعمة المعلبة التي لا تلبي احتياجات السكان الذين يعيشون في شمال قطاع غزة.

كما أن غالبية المواطنين غير قادرين على شراء بعض الأشياء الموجودة في الأسواق بسبب ارتفاع تكاليفها، والظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهونها، وانقطاع مصالحهم لمدة ثمانية أشهر.

ويدعي المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنه منذ بدء عمله لم تدخل عبر الرصيف البحري أكثر من 100 شاحنة. أما الأسبوع الماضي، فقد دخلت إلى غزة والشمال 214 شاحنة، 109 منها محملة بالدقيق للمواطنين والمخابز، وست شاحنات، من نقطة في السياج الأمني ​​غرب بيت لاهيا. مجرد أدوية.

وأكد أن كل ما يدور حول تسهيل وإرسال المزيد من سيارات الإغاثة إلى الميدان مجرد ستار من الدخان وتشويه للحقيقة.

الواقع الصعب

ويقول هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الوضع الإنساني في القطاع بأكمله يمثل تحديًا كبيرًا بسبب وتيرة دخول المساعدات التي لا يمكن التنبؤ بها، مما يجعل من المستحيل الحفاظ على الحد الأدنى المقبول لوصول الناس إلى جميع المواد الغذائية. والماء وحتى الرعاية الطبية التي يحتاجونها.

وأوضح مهنا في حديث لوكالة صفا أنه نظرا لأن إسرائيل لا تزال تضع قيودا على دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، فإن ما يدخل إلى تلك المنطقة لا يتناسب تماما مع احتياجات السكان المحليين.

وقال: “يجب على إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، أن تعمل على ضمان حصول السكان على كل ما يلزم من الغذاء والدواء ومياه الشرب لبقائهم، فضلا عن التزامها بتوفير الحماية للمدنيين، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في الأراضي المحتلة”. مجال العمل الإنساني.”

وبحسب قوله: “نعمل جاهدين للوصول إلى أهالي شمال قطاع غزة، لتقديم خدماتنا الإنسانية، كما يحدث في الجنوب، بهدف التخفيف من معاناتهم والحد من حالات المجاعة وسوء التغذية. “

وبحسب مهنا فإن العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح تسببت في توقف اللجنة الدولية عن إطعام النازحين في جنوب قطاع غزة، حيث كانت تقوم بإطعام 50 ألف شخص يوميا.

ويؤكد مهنا على ضرورة تحويل “الفتات” الذي يأتي من الدعم والمساعدات الإنسانية إلى شلال مستمر وآمن لتقليل المجاعة وسوء التغذية. وهذا من شأنه أن يضمن الأمن والسلامة لعمال الإغاثة وهم يحاولون تقديم المساعدات لمئات الآلاف من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، سواء في شمال قطاع غزة. أو إلى الجنوب منها.

ولكي يتمكن الفلسطينيون في قطاع غزة من جمع بقايا الحياة التي فقدوها خلال ثمانية أشهر متتالية، فهو يطالب بإنهاء الصراع والمذبحة هناك.

من جانبها، أصدرت منظمات حقوقية تحذيرات من سرعة انتشار المجاعة ومعدلات سوء التغذية الحاد في القطاع، والتي تؤثر على كافة الفئات السكانية، وخاصة الأطفال.

وأكدت أن إصرار إسرائيل على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامها كسلاح حرب كجزء من جريمة الإبادة الجماعية الأكبر التي ترتكبها، هو السبب وراء تفاقم الفقر الغذائي تدريجياً في جميع أنحاء قطاع غزة.

طالبت منظمات حقوقية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بإعلان المجاعة في قطاع غزة، واتخاذ خطوات لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر والممرات الإنسانية للسماح بدخول كافة الضروريات لاحتياجات القطاع. الناس.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *