fbpx
هكذا يحاول احتلال المسجد الأقصى تغيير الوضع الراهن.هكذا يحاول احتلال المسجد الأقصى تغيير الوضع الراهن.

من أجل فرض سيطرة أكثر صرامة على المسجد الأقصى المبارك وتحويله إلى “حرم يهودي”، يتحرك وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتامار بن جفير، بسرعة لزعزعة استقرار النظام الحالي في المبنى.

تكثف شرطة الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها وإجراءاتها الممنهجة ضد المسجد الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الجاري. ومن بين هذه الإجراءات تركيب الأسلاك الشائكة على جدار القدس بجوار المسجد ووضعها من كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت على أبوابه وبالقرب من مئذنة باب السلسلة.
وإلى جانب نصب أقفاص حديدية على بوابات الملك فيصل والحديد والغوانمة لحماية عناصرها المتمركزين هناك، نصبت شرطة الاحتلال أيضا حواجز وحواجز حديدية متحركة عند باب الأسباط لإحكام السيطرة عليه، بحسب قولها.

ومن أجل منع المستوطنين المتطرفين من اقتحام المسجد الأقصى وزيادة أعدادهم وأداء شعائرهم التلمودية بقصد إحداث تقسيم مكاني في المسجد، فرضت قيودا صارمة على دخول المصلين الفلسطينيين.

وبحسب «الوضع» الحالي فإن المسلمين وحدهم يملكون المسجد الأقصى وساحاته ومصلياته ومدارسه ومعالمه المسقوفة وغير المسقوفة. كما أن لهم الحق الحصري في إدارة كافة جوانب السياحة والزيارة لهذا الموقع المقدس الذي يمتد على مساحة 144 دونما.

تعديلات كبيرة

وبحسب حسن خاطر، الخبير في شؤون القدس، فإن أحد الأهداف الرئيسية للمتطرفين هو تغيير الوضع الحالي في المسجد الأقصى من أجل الوصول إلى داخله وبناء ما يسمى “الهيكل” أو تقسيمه.

وأوضح خاطر في حديث لوكالة صفا أن سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ تغييرات ملموسة على أوضاع الأقصى. ويشمل ذلك تكثيف عمليات الاقتحام وزيادة أعداد المتسللين، فضلا عن محاولة إظهار تواجدهم اليومي داخل المسجد، خاصة في أيام أعيادهم، مثل ما يسمى بعيد “الفصح” العبري.

ويشير إلى أن أعداد من يقتحمون الأقصى ارتفعت من بضعة آلاف في السنوات الماضية إلى عشرات الآلاف كل عام. وأضاف أن “هذا تطور خطير، لأنه ينطوي على محاولة فرض الشراكة بمنطق القوة على الأقصى وتغيير الوضع القائم هناك”.

ويزعم الخبير المقدسي أنه من خلال “إقامة الشعائر والصلوات التلمودية والمناسبات الدينية والجولات الإرشادية ورفع علم الاحتلال وتقديم الأضاحي وذبح البقرات الخمس وغيرها”، يهدف الاحتلال إلى إحداث المزيد من التغييرات داخل المسجد الأقصى. .

وضمن بروتوكولاته، أنشأ الاحتلال أيضًا مركزًا للشرطة داخل المسجد، مما أدى إلى تقييد وصول المصلين وقمعهم. كما قيدت عمليات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ومنعتها من القيام بأي أعمال صيانة وترميم داخل المسجد، وعرقلت تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية.

وزارة الأمن الاحتلالي تضع تغيير الوضع الحالي في المسجد الأقصى على جدول أعمالها لأول مرة.

وبالإضافة إلى زيادة تواجد قوات الاحتلال داخل المسجد وفرض المزيد من السيطرة التكنولوجية على المصلين من خلال تركيب الكاميرات والأجهزة الرقمية، تدعو خطة بن جفير إلى “المساواة” بين المسلمين والمستوطنين فيما يتعلق بحق الصلاة داخل المبنى على أرض المسجد. الأساس الرسمي والقانوني.

“اليهودية المقدسة”

وبحسب خاطر، فإن مدير مركز القدس الدولي بن جفير، وهو متطرف، ينوي استخدام هذه الخطة لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى ومنع المسلمين من زيارته. وهذا جزء من خطته لتحويل الأقصى إلى “مكان مقدس لليهود” وتلبية مطالب أكثر من 60 منظمة تزعم أنها “منظمات هيكل” وتعمل على إنشاء “الهيكل” بدلا من المسجد الأقصى. الأقصى.

ويتابع: “إذا لم تتمكن جماعات المعبد وبن جفير من تحقيق هذه الأهداف، فقد تحاول فرض الشراكة مع المسلمين على المسجد، سواء زمانيا أو مكانيا، خاصة وأن التقسيم الزمني أصبح متاحا الآن، إذ أصبحت أوقات محددة مخصصة لاقتحامات المستوطنين، ما يعني تقسيماً زمنياً للمسجد”.

وتابع: “اليوم يتجه المستوطنون نحو فرض التقسيم المكاني داخل المسجد، للسيطرة على أجزاء معينة منه، خاصة أنهم يقومون بجولات منظمة داخله منذ فترة، بدءا من باب المغاربة مرورا أمام باب المسجد”. “الصلاة القبلية، باتجاه الفناء الجنوبي الشرقي للمسجد، وصولاً إلى باب الرحمة”.

وفي ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يؤكد أن الجماعات المتطرفة تريد القيام بطقوس أكثر تفصيلا في الأقصى، مثل “ذبح البقر الأحمر”. وإذا تم تنفيذ هذه الخطوة فإنها ستفتح آفاقا جديدة للعدوان على الأقصى.

وفي ظل فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها في غزة وفي جبهات الصراع الأخرى، ومحاولتها تعويض هذه الانتكاسة في ساحات المواجهة مع المقاومة، لم يخف خاطر مخاوفه من شن حملة عسكرية جديدة. اعتداء خطير على المسجد الأقصى.

ويوضح أن “ساحة المسجد الأقصى قد تكون أسهل للاحتلال بمنطق أنه مكان عبادة وليس ساحة معركة، وشرطة بن غفير هي التي تسيطر على المسجد المبارك”.

ويرى خاطر أن تقوية الروابط داخل الأقصى ضرورية لمواجهة خطة بن غفير لتغيير الواقع الحالي لأنها بمثابة صمام الأمان الأساسي الذي يمكن أن يحبط كل المخططات، مثلما تمكنت المرابطون من إحباط تركيب البوابات الإلكترونية. والكاميرات وإغلاق مصلى باب الرحمة وإجراءات أخرى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *