fbpx
هل تغير موقف أميركا من الصراع في غزة فعلاً؟وعلى النقيض من الموقف الأميركي الرسمي خلال الصراع المستمر منذ ستة أشهر، تصاعدت في الآونة الأخيرة لهجة تصريحات الإدارة الأميركية المنتقدة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليات الإبادة التي يشنها في قطاع غزة.

وعلى النقيض من الموقف الأميركي الرسمي خلال الصراع المستمر منذ ستة أشهر، تصاعدت في الآونة الأخيرة لهجة تصريحات الإدارة الأميركية المنتقدة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليات الإبادة التي يشنها في قطاع غزة.

بعد “صفعات” من داخل الحزب الديمقراطي وخارجه ــ الذي يمثله الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام ــ غيرت الإدارة الأميركية لهجتها.

وتعرض بايدن لـ “صدمة” داخلية عندما أطلق نشطاء الحزب الديمقراطي المؤيدون لفلسطين حملة تحث الناس على الامتناع عن التصويت للرئيس في الانتخابات التمهيدية بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة.

أدلى 39 ألف شخص، أو ما يقرب من 12% من إجمالي الأصوات التي تم الإدلاء بها، بأصواتهم الفارغة في الانتخابات التمهيدية للحزب في نيويورك. معارضة لنهج بايدن في غزة.

وخلال الناخبين الأميركيين، كشفت ثلاثة استطلاعات أجرتها مجلة “نيوزويك” الأميركية عن ارتفاع ملحوظ في نسبة السخط على تصرفات الرئيس بايدن خلال العدوان على غزة.

وبحسب المجلة، فإن 22% من الأميركيين يعتقدون أن بايدن “مسؤول للغاية”، ويعتقد 21% أنه “مسؤول”، ويعتقد 23% أنه “مسؤول إلى حد ما” عن الكارثة الإنسانية في غزة. 66% من الأمريكيين يحملون بايدن مسؤولية الوضع بدرجات متفاوتة.

وسط هذه العوامل التي قد تؤثر على فرص فوز الرئيس بايدن بولاية ثانية، تبرز مخاوف بشأن مدى صحة التحول الأميركي في الموقف الأميركي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.

ونظرا للجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق متطوعي الإنقاذ الدوليين، يرى خبراء في الشأن الأمريكي أن الموقف الأمريكي الحالي هو “محاولة تكتيكية وإعلامية لكسب الرأي العام الأمريكي وامتصاص الغضب الدولي”.

“أسباب تكتيكية”

ويشرح خالد طراني، الناشط في العلاقات الدولية والشؤون الأميركية، «التحول» الأميركي إلى أسباب داخلية تكتيكية. وهو يفعل ذلك من أجل تهدئة الغضب من تصرفات الإدارة الأميركية الداعمة للحرب، في ظل حقيقة أن إسرائيل تشن إبادة جماعية وأن المدنيين في قطاع غزة مستهدفون طوال الوقت.

وقال الطراني لوكالة صفا إن “التغيير الحقيقي هو وقف أمريكا علاقتها مع إسرائيل وعدم اعتبارها علاقة عضوية”.

ويؤكد أن “إدارة بايدن تراهن على أن المجتمع قد ينسى هذه الجرائم مع اقتراب الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل”.

ووفقا للناشطة الفلسطينية خالدة أبو بكرية، أصبحت الولايات المتحدة أقل دعما لإسرائيل بسبب إجرامها المستمر، والذي يشمل ملاحقة العاملين في المنظمات الخيرية الدولية.

وقال أبو بكرية لوكالة صفا “أما الفلسطينيون والعرب فسيمتنعون عن التصويت في الانتخابات الأميركية”.

وتقول إن “هذا الامتناع يثير مخاوف بين الديمقراطيين الذين يحاولون الترويج لفزاعة عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة”.

“الانتقال يقترب”

وبحسب الباحث والمعلق السياسي كمال هواش، فإن “تصاعد الضغط الشعبي الذي تشهده الولايات الأميركية وغيرها في بريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الغربية، هو ما يجعل تحول الموقف الأميركي لا ينفصل عن التحول الغربي ككل”.

وتابع حواش لـ”صفا” أن “الجميع يطرح سؤالا مهما حول مستقبل الحرب في ظل الجرائم والفظائع التي ترتكب في غزة”.

ويتوقع الباحث “احتمال حدوث تحول في الموقف الأميركي الرسمي مع اقتراب الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر”.

لكن حواش يشير إلى أنه طالما أن الأمر لا علاقة له بإجراءات توقف تدفق الأسلحة إلى “إسرائيل”، فإن التحول الحالي هو مجرد إعلام.

ويشير إلى أن واشنطن سارعت إلى نفي أي علم سابق لها بالاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، والذي يقول إنه “رسم صورة مشوشة عن سلوك بنيامين نتنياهو في الحرب”.

ويرى الباحث أن “الأمريكيين يشعرون بالقلق من توسع الرقعة النفطية، لكن إسرائيل نفسها لا تعرف ماذا تريد في استهدافها العشوائي لمختلف الجبهات”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *