fbpx
إلى أين تسير الأمور في الضفة الغربية في ظل استمرار الغارات وتزايد الأعمال العدائية؟يواصل الاحتلال توسيع توغلاته اليومية في كافة محافظات الضفة الغربية المحتلة، ويكثف برنامج القتل والاعتقالات والتخريب فيما يتواصل عدوانه على قطاع غزة.

يواصل الاحتلال توسيع توغلاته اليومية في كافة محافظات الضفة الغربية المحتلة، ويكثف برنامج القتل والاعتقالات والتخريب فيما يتواصل عدوانه على قطاع غزة.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأ الاحتلال حملة واسعة النطاق في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث هاجم المستوطنون المسلحون البلدات والقرى والشوارع والتجمعات البدوية، فضلاً عن مداهمات متكررة للمدن والقرى والمخيمات خلال النهار والليل.

ويقول الكاتب في الشؤون السياسية محمد القيق إن “الاحتلال يمر حاليا بمرحلة خطيرة ومنعطف يتعلق بالردع والهيبة”. واعتقدت أنها بسفرها إلى غزة ستعيد بناء الردع الذي يتآكل يوميا. وجاءت الضربة الحاسمة عندما هُزمت مرة أخرى داخل غزة بعد نكسة 7 تشرين الأول (أكتوبر). وبعد هذا المشهد فقدت المزيد من الأمن واختفت تماماً بدلاً من توفير الردع.

وأضاف القيق لوكالة صفا أن جيش الاحتلال والمستوطنين سينفذون طقوس العربدة اليومية في الضفة الغربية، والتي “ستشهدها الضفة بوتيرة متزايدة خلال الأيام المقبلة”، من أجل إيجاد الرادع المفقود. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للاحتلال من خلالها التعامل مع نقطة التحول هذه. يتوقع.

ويشير القيق إلى أن هذه الأعمال الإرهابية، من اقتحام الجنود للمنازل واعتقال الأفراد وتعذيبهم وسحل جثث الشهداء بالجرافات، وقيام وحدات خاصة بتنفيذ عمليات اغتيال، كلها جزء من محاولة استعادة المشهد الداخلي الإسرائيلي وإعادة تشكيله. ترقب أمني من أجل منع تشكيل التنظيمات الفلسطينية واسترضاء الحالة المتطرفة للمستوطنين.

ولإخفاء فشله في غزة، يرى الكاتب أن الاحتلال يخلق مشهد حرب، وتحديدا في الضفة الغربية، بحملات عسكرية واسعة النطاق. ويأمل الكاتب من خلال هذه التصرفات أن يغرس في نفوس المستوطنين شعوراً بالأمل بوجود الردع وبأن السيطرة على الضفة الغربية في أيديهم، فضلاً عن الرغبة في الإبعاد الطوعي عن القرى والمجتمعات البدوية. وقد أدى ذلك إلى طرد مئات العائلات البدوية.

ومن خلال إعلان نتنياهو عدم قيام دولة فلسطينية، يسلط القيق الضوء على القرار السياسي الذي اتخذته إسرائيل لتقويض السيادة الفلسطينية. ويؤدي هذا القرار إلى تدمير السيادة الفلسطينية في الضفة الغربية ويبقي قوات الأمن الإسرائيلية مسؤولة عن المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة المدمر.

ويحاول الكاتب فرض الأمر الواقع، وخلق الانطباع بأن “إسرائيل” هي المسيطرة على الضفة الغربية في ظل غياب التمثيل السياسي الفلسطيني، من خلال توضيح أن ما يحدث في الضفة الغربية اليوم هو نتيجة لفشل جيش الاحتلال في غزة.

وتوقع الكاتب قدرًا كبيرًا من العنف والتصعيد وخطط الاستيطان، وعلى الأخص خطة الضم، في الضفة الغربية خلال الأيام المقبلة.

ويشير إلى أنه في ضوء ذلك، سيهدف الاحتلال إلى الحفاظ على حالة الحرب في الشوارع الإسرائيلية، وتعريض الضفة الغربية للهجمات ونمو المستوطنات، وغرس الشعور بعدم الأمان لدى مواطنيها، وممارسة الضغوط الاقتصادية عليهم. بالإضافة إلى ذلك، يشير المشهد الدرامي المتزايد خارج فلسطين إلى أن “ما هو قادم لن يكون سهلاً”. موضحًا أن المعارضة هي ما منع هذه الأفكار من المضي قدمًا حتى الآن.

تصرفات غير مسبوقة

من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو عدس لصفا إن تصاعد حالة الصراع في الضفة الغربية، إلى جانب نية قوات الاحتلال عزل المنطقة، ينذر بـ “معركة مقبلة ستنشب في الضفة الغربية”.

وبحسب أبو عدس، فإن خطة الاحتلال تقضي بإخلاء الضفة الغربية من العناصر المسلحة استعدادًا لحالة التهجير والسيطرة هناك بعد حرب غزة.

ويرى الخبير أن الاحتلال يحاول حاليا تدمير أي أيديولوجية مسلحة أو سلاح يستهدفه في الضفة الغربية. ويعتقد أيضًا أن الصراع المقبل سيكون حول السيطرة على الضفة الغربية، مع ظهور المستوطنين على القمة.

وبحسب مصادر في وسائل الإعلام العبرية، فإن أبو عدس يستعرض محاولة ممارسة السلطة بطرق متعددة. والأهم من ذلك أنه يسلح المستوطنين – الذين يوجد منهم أكثر من 180 ألف مسلح من بين 800 ألف مستوطن – ويخطط لتسليحهم بصواريخ مضادة للدبابات والمضادة للدروع.

ويبرر المختص خطوة التسلح الصاروخي بالخطة الدفاعية التي أعدها الجيش والتي ستحول كل مستوطنة إلى ساحة قتال، مكتملة بأسلحتها وإمداداتها وذخائرها وقدرتها على الصمود، لمنع اجتياح جماعي للمركبات. في المستوطنات، كما حدث للمدن والمستوطنات في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، في مواجهة حصار مسلح أو قوات معادية لفترة طويلة.

إن سياسة “جز العشب” التي ينتهجها الاحتلال لإضعاف المقاومة، ستأخذ شكلا جديدا ضمن الخطة الجديدة لاستئصال بؤر المقاومة والقضاء عليها بشكل كامل، بحسب أبو عدس. وهذا يدل على أن الضفة تتجه نحو المزيد من الاستشهاد والتصعيد، وأن المعركة المقبلة ستكون للسيطرة على الضفة ومحاولة حلها ديمغرافيا، بغض النظر عن نتيجة الصراع في غزة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *