fbpx

وكشفت صحيفة (هآرتس) تفاصيل الحادثة مشيرة إلى أن مجندتين إسرائيليتين مسلحتين ضمن دورية ومعهما كلبًا مهاجمًا، أجبرتا خمسة سيدات فلسطينيات من عائلة من مدينة الخليل، كل واحدة على حدة، على خلع جميع ملابسهن والتجول عاريات أمامهن.

وبحسب أقوال السيدات، فإن المجندتين هددتا بإطلاق الكلب نحوهن إذا لم يُطِعن الأمر وقع الحادث في 10 تموز/يوليو، عند الساعة 1:30 بعد منتصف الليل، بمهمة شارك فيها حوالي 50 جنديًا.

وحسب (هآرتس) فإن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت منزلًا لعائلة العجلوني في الخليل، وعاش القاطنون في المنزل، تحديدًا النساء والأطفال ليلة من الرعب، وقتها، بعد أن أجبرت مجنّدتان معهما كلب هجوم، خمس سيّدات على خلع جميع ملابسهن -كلّ واحدة على حدة- والتجوّل أمامهما عاريات.

ووفق ما تضمّنه تقرير (هآرتس) فإن السيدات أشرن إلى أنّ المجندتين هددتا بإطلاق الكلب نحوهن إذا لم يُنفذن الأمر (خلع ملابسهن)، وقد وقعت الحادثة بعد الواحدة والنصف ليلًا، يوم العاشر من تموز/ يوليو، وكان في المهّمة يومها نحو 50 جنديًا إسرائيليًا، بهدف مداهمة منزل بزعم احتوائه على أسلحة، وذلك بعد ورود “معلومات استخبارية”.

وبحسب تقرير هآرتس فإن 26 شخصًا بينهم 15 طفلًا تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر و17 عامًا، يقطنون في ثلاث شقق متجاورة في منزل لعائلة العجلوني، وذلك في الحي الجنوبي من مدينة الخليل. وفي 10 تموز/ يوليو، عند الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، داهم حوالي 50 جنديًا، بحسب أفراد العائلة، المنطقة المحيطة بالمنزل، وكان معهم كلبان على الأقل. وانتشر نصف الجنود تقريبًا داخل الشقق وتجولوا حوّلها، بعد أن أيقظوهم وأضواء الكشافات في أيديهم، وطرقوا الأبواب وهددوا بتحطيمها.

وبحسب أفراد الأسرة، كان معظم الجنود ملثمين ولم تظهر سوى أعينهم. وكان أحدهم -بدا أنه القائد المسؤول وكان وجهه ظاهرًا- يرتدي بنطالًا عسكريًا وقميصًا عاديًا بأكمام قصيرة.

وتروي إحدى النساء القاطنات في المنزل تفاصيل تلك اللحظات العصيبة، بالقول: “صرخ زوجي على الجنود وطالبهم بالابتعاد وإبعاد الكلاب. وصرخت بناتي، وبكيتُ وارتجفت من الخوف. لُجين (4 أعوام) تبوّلت في سروالها، ولم يسمح الجنود لزوجي بالتحدّث معي، بل وجّهوا أسلحتهم نحو رأسه وسحبوه إلى المطبخ”.

وأشار تقرير “هآرتس” إلى أنّ النساء اللواتي طلبت منهن المجندتان التعري، هُنّ: والدة العائلة عفاف (53 عامًا)، وابنتها زينات (17 عامًا)، وزوجات أبنائها الثلاث: أمل، ديالا، وروان، والثلاثة في العشرينيات من عمرهن.

ووفقًا لرواية السيدات الخمسة، فقد جرى إحضارهنّ واحدةً تلو الأخرى إلى غرفة صغيرة للأطفال، وأول من تم استدعاؤها إلى الغرفة كانت أمل (25 عامًا)، والتي أجبرت على خلع ملابسها بحضور ثلاثة من أطفالها الأربعة الذين استيقظوا للتوّ من نومهم.

ووصفت أمل مدى رعبها من الكلب والبنادق، وهي تبكي وتصرخ، ورأى الأطفال كيف كانت المجنّدات الإسرائيليّات (مغطيات الوجوه)، يشرن بأيديهن ويأمرن أمهن بلغة عربية ركيكة بخلع ثوب الصلاة، وحينما فعلت ذلك طالبنها بمواصلة خلع ملابسها، لكنّها اعترضت مشيرة إلى الشورت والقميص الذي كانت ترتديه لتوضح لهم أنهم لا يستطيعون إخفاء أي شيء.

وتتابع أمل: أن المجندتين أطلقتا سراح الكلب الضخم، وكاد أن يلمسها، وفي هذا الوقت كان الأطفال يصرخون خوفًا. لكنها حثت الجنود على إبقاء الكلب بعيدًا عن الأطفال، ثم خلعت كل ملابسها، وأجبر أطفالها على رؤيتها تطيع أمر الجنود بالتجول أمامهم عارية، وتم إخراجهم من الغرفة بعد حوالي 10 دقائق.

أما الشخص الثاني الذي تم استدعاؤه إلى الغرفة فهي الأم عفاف، والتي اختصرت الوصف، بالقول إن الجنود أشاروا لها: اخلع ملابسك. اخلعي الكل”.

وبحسب أفراد الأسرة، كان أفراد الأسرة الآخرون في ذلك الوقت يُحتجزون في غرفتين أخريين في الشقة: النساء والأطفال بشكل منفصل، والرجال بشكل منفصل. وفي كل غرفة، كان يقف جنديان أو ثلاثة جنود مسلحين عند الباب، ويمنعون أفراد الأسرة من إصدار أي صوت. بين الحين والآخر يأتي جندي ويبلغ زملاءه بشيء ما.

وتقول منظمة (بتسيلم) إنه لا توجد تقارير كثيرة عن تجريد النساء بالكامل في المداهمات العسكرية على منازل الفلسطينيين. لكن وخلال عملها على مدى 15 عامًا في “بتسيلم”، قامت منال الجعبري، محققة المنظمة في الخليل، بتوثيق حوالي 20 حالة من هذا القبيل. لكن في تقديرها، في الأشهر الأخيرة، تضاعفت الأدلة على تجريد النساء بالكامل تحت تهديد السلاح.

وبحسب منال الجعبري فإن النساء عادة ما يرفضن إجراء مقابلات أو الحديث للصحفيين عن التجربة المؤلمة التي مررن بها. لكن نساء عائلة العجلوني وافقن على التحدث، بشرط عدم تصويرهن.

وقالت الجعبري نفسها، إنه طُلب منها خلع جميع ملابسها خلال عملية تفتيش ليلية جماعية أجراها الجيش في العديد من المنازل في الخليل، بعد مقتل أحد سكان مستوطنة (بيت حاجاي)، ولاحظت الكاميرا الموضوعة على رأس أحد الجنود، فرفضت خلع ملابسها. 

وقالت: “أزال الجندي الكاميرا بينما أصررت. وربما استسلموا لكوني عضو في بيتسيلم”. لكن الجنود فتشوا كل محتويات منزلها، تاركين وراءهم أشياء مكسورة وفوضى عارمة، لا يعرف من أين يبدأ حلها. وهذا ما فعلوه في منازل أخرى، وفي عمليات تفتيش أخرى، وهذا ما فعلوه في شقق عائلة العجلوني.

وخلال الحديث مع (هآرتس) يوم الأحد الماضي، استمعت نساء عائلة عجلوني من محققة (بتسليم) إلى تجربتها الأخيرة. وتذكّروا أنهم رأوا أيضًا شيئًا على جباه الجنود الذين طلبوا منهم خلع ملابسهم تحت تهديد الكلاب والبنادق، ولم يعرفوا ما هو. 

وتشير الصحيفة: الآن أضيف إلى صدمة البحث السؤال المؤلم: “هل التقط الجنود لنا صورًا عراة؟” في بداية الحديث، لم تتذكر النساء على وجه اليقين ما إذا كان الجنود قد شدوا وجوههم أم لا. ثم تذكروا: بالطبع هو كذلك. “عندما دخل كل واحد منا الغرفة، قام الجنود بتحريك القبعة التي تغطي رؤوسهم ووجوههم قليلًا، بحيث بدا وكأن لديهم شعر طويل. وهذا يعني أنهم نساء”، تستذكر ديالا وزوج شقيقتها الأصغر سنًا، زينات.

ومضت الصحيفة في رواية تفاصيل الرعب الذي عاشته العائلة الفلسطينية: “عند الخامسة والنصف صباحًا، غادر الجنود المنزل ومعهم الابن الأكبر الذي تم اعتقاله (حربي). 

وقال أفراد الأسرة إنهم اكتشفوا اختفاء حقيبة مجوهرات ذهبية -قيمتها 40 ألف شيقل- اشتراها الابن الأصغر محمد، استعدادًا لزفافه. وقد هرع أفراد العائلة لاحقًا إلى مركز شرطة “كريات أربع” الإسرائيلية لتقديم شكوى، وهناك جرى إبلاغهم أنه “لم يُسرق شيء”، لكنهم أصرّوا على أنه مسروق، وفي اليوم التالي تلقوا مكالمة من الشرطة الإسرائيلية، مفادها “تعالوا خذوا الذهب”، وقيل لهم إن الجنود ظنّوه كيس رصاص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *