fbpx

حصلت وكالة الصحافة الفلسطينية على نسخ من محاضر التحقيق مع شخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية في ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وتكشف الوثائق التي تنشرها “صفا” على حلقات، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

وأصدر الطيراوي في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي بيانًا أكد فيه أن وثائق تحقيق تتعلق بوفاة عرفات “تمت قرصنتها وتسريبها”.

وشدد الطيراوي على أن تلك الوثائق “سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة” المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.

وتوفي “أبو عمار” في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على اغتياله.

وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.

وتكشف الوثائق الجديدة إفادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، الذي يقول في شهادته إنه: “أثناء الحصار كان الرئيس عرفات يريد (صندلًا) من عمان لأن أقدامه كانت تتسلخ، وكان لدي شكوك أن هذه من مظاهر التسمم، حينها قال لي: وصلولي”.

وفي موضوع آخر، لفت الأحمد إلى أن موقف الوفد الفلسطيني في “كامب ديفيد” لم يكن موحدًا في طريقة التفكير والتعامل، “وهذه العوامل كانت تصب في التخلص منه”.

وأشار إلى ما وصفه بـ”المحضر الشهير” بين محمود عباس ومحمد دحلان ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أرئيل شارون، “الذي يصب في صالح التفكير الإسرائيلي بالتخلص جسديًا من عرفات”.

وعبر في شهادته عن موقفه الرافض لاستحداث منصبي رئيس الوزراء ووزير الداخلية في عهد عرفات؛ “لأنه كان خطأ، والهدف منه سياسيا إضعاف الموقف الفلسطيني بشكل عام في مجابهة إسرائيل، والتخلص من الالتزامات الإسرائيلية تجاه عملية السلام”.

واعتبر الأحمد حديث مسؤولين فلسطينيين عن خلافة ياسر عرفات وهو حي ومحاصر “تآمرًا مهما كان الشخص”.

وشدد على أن “العرب تخلوا عن أبو عمار فترة حصاره، ولم يعد أحد يتواصل معه، وتكللت تلك العزلة بعدم مشاركته بالقمة العربية في بيروت، وأيضا عدم بث كلمته المسجلة خلال القمة”.

وينقل عن الطيب عبد الرحيم قوله إنه: “كان حين ينفرد مع أبو عمار في غرفة النوم كان يبدأ بالصراخ كيف أن العرب تخلوا عنه”.

وكشف عن حدوث خلافات داخل حركة فتح، ومحاولات أمريكية لشق الصف الفلسطيني بالتواصل مع بعض الشخصيات، معتقدًا أن ذلك “كان جزءًا من مؤامرة لتفتيت الصف الداخلي في حركة فتح التي لم تكن موحدة لمجابهة هذا الوضع”.

ويرى الأحمد أن محاولات خلق بدائل لعرفات وفرضها لم تكن لتنجح وهو على قيد الحياة، “لذلك لجأوا إلى قتله جسديًا”.

ويفسر الأحمد تصميم عباس على تعيين دحلان وزيرًا للداخلية بأن الأخير كان مطلوب إسرائيليًا وعربيًا وأمريكيًا للإمساك بالملف الأمني.

وسرد تفاصيل أبلغه بها نائب الرئيس العراقي الأسبق طارق عزيز ليبلغها لعرفات، وهي أن “صدام حسين قال له إن قمة بشرم الشيخ جمعت الأمير عبد الله ولي العهد السعودي حينها، وحسني مبارك وبشار الأسد، وأبلغهم الأمير السعودي أن الأمريكان طرحوا محمد دحلان لاستلام رئاسة الوزراء؛ فوقف مبارك بالجلسة وقال: لا، هذا جاسوس ونحن نعرفه”.

ويعتقد الأحمد أن العراقيين حصلوا على محضر الاجتماع المذكور من السوريين.

ووجه أبو عمار سؤالًا لدحلان في جلسة جمعت بينهما عن الأموال الأمريكية التي استلمها من كونداليزا رايس، فقال له: الأموال عند سلام فياض، وفق شهادة الأحمد.

ويلفت إلى أن “الناس انفضّت من حول عرفات في الفترة الأخيرة بعدما لم يعد لديه القدرة لكي يدفع أموالًا لهم مثل السابق، فبينما كان يدفع سابقًا لبعض الحالات 3000$، بات يدفع 300 شيقل فقط”.

وبشأن ما يردده البعض بأن سبب اغتيال عرفات يتعلق بالمال، أشار الأحمد إلى وجود “علامات استفهام كثيرة” تثار حول قضية شركة بالجزائر.

وقال الأحمد إن عرفات رفض بيع شركة أنشأها بالجزائر بقيمة 400 مليون دولار، لكنها بيعت بعد وفاته بموافقة سلام فياض وعباس وقريع، “ولم يعرف أحد أين ذهبت الأموال”.

وأشار في شهادته إلى طبيب الأسنان سعيد درس الذي كان طبيبًا لعرفات، ودخل مرحلة إحباط عقب وفاة الرئيس، وكان ويأتي للضريح ويبكي ومن ثم استقال من عمله.

وسرد “حديث بعض الناس الذين تساءلوا هل من الممكن أن يكون الإسرائيليون دخلوا إلى عيادته ليلاً ووضعوا شيئًا لأبو عمار من دون علمه، وبعد أن علم لذلك قدم استقالته وأصابته هذه الحالة؟ ومن ثم مات بظروف غامضة؟”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *