بسم الله الرحمن الرحيم
يا أنصار الشعب الفلسطيني المجيد
في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاده، نكرم القائد الشهيد الأسطوري ياسر عرفات، المعروف أيضاً باسم “أبو عمار“، حتى في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا الفلسطيني أعمال عنف واسعة النطاق في غزة والقدس والضفة الغربية.
لا توجد كلمات كافية للتعبير عن الظروف المروعة والرهيبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في غزة – اعتداء الإبادة الجماعية الذي تشنه ضده آلة الموت الإسرائيلية – التي تتجاهل القانون الدولي.
كيف يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يقتل ويجرح أكثر من 40 ألف فلسطيني – معظمهم من النساء والأطفال – ويتم تدمير عشرات الآلاف من المنازل والبنية التحتية والمستشفيات والملاجئ؟
من في العالم على استعداد للسماح بتدمير آلاف العائلات وقتل آلاف الأطفال؟ وهذا يجسد العنف والقسوة والهمجية.
وإننا نكرر مطالبتنا الثابتة بوقف هذا العدوان على الشعب الفلسطيني فورًا، وتوفير المساعدات الإنسانية – بما في ذلك إمدادات الغذاء والدواء والمياه والكهرباء والوقود – في أقرب وقت ممكن.
ونحذر مرة أخرى من طرد شعبنا الفلسطيني من غزة أو الضفة الغربية أو القدس. نحن نعارضها بشدة، ولن نتسامح مع تكرار نكبة 1948 أو تهجير 1967.
علاوة على ذلك، فإن الفظائع التي تحدث في مدن الضفة الغربية ومخيماتها وقراها والقدس لا تقل رعبا عن تلك التي تحدث في غزة عندما يتعلق الأمر بعمليات القتل والهجمات على الأراضي والأشخاص والأماكن المقدسة التي ينفذها المستوطنون الإرهابيون وقوات الاحتلال. . كما يقوم هؤلاء الأفراد بسرقة الأموال الفلسطينية تحت ستار معارضة دفعنا الرواتب والخدمات لأهلنا في قطاع غزة. ولذلك أقول: “أهلنا في قطاع غزة ستكون لهم الأولوية ولن نتخلى عنهم، فهم منا ونحن منهم”.
إننا نعلن أن قطاع غزة مكون أساسي من مكونات دولة فلسطين، وسنقوم بتنفيذ جميع التزاماتنا ضمن معايير التسوية السياسية الشاملة التي تتناول الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وكذلك قطاع غزة.
ونقول إن الإجراءات العسكرية والأمنية لن توفر الأمن والسلام لأحد، ولن نقبل إعادة احتلال قطاع غزة أو اقتطاع أي جزء منه تحت أي مسمى. ونحمل سلطة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يحدث.
إن إحلال الأمن والسلام في منطقتنا يستلزم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين، ومركزها القدس الشرقية، داخل حدود عام 1967. ونطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام بجدول زمني محدد للتنفيذ وضمانات دولية.
وفي هذا الصدد، نعلن مرة أخرى أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الناطق الرسمي الوحيد باسم الشعب الفلسطيني ولقبه الوطني وصانع قراره المستقل.
ولن نبتعد أبداً عن القيم والتراث الوطني الذي تركه لنا البطل ياسر عرفات. إن الأسس التي سنجسد عليها استقلال دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هي التمسك بالأرض وعدم التنازل عن حقوقنا الوطنية، تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية ممثلها الشرعي الوحيد، وبدعم منا. القرار الوطني مستقل الشهيد عرفات ياسر ومن أجل استدامة صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، سعى القادة المؤسسون لأمتنا إلى ترسيخ الهوية الوطنية ووحدتنا الوطنية على أسس ثابتة.
إننا نطالب أبناء شعبنا الفلسطيني الشجاع في كل مكان بالكف عن التورط في محاولات تقسيم الوطن وزرع الفتنة بين مواطنيه. كما نطالب في هذه الأوقات العصيبة الجميع بتحمل المسؤولية، والحفاظ على الوحدة الوطنية، ورص الصفوف، وعدم الانحراف عن المسار الذي سيؤدي في النهاية إلى إنجاز مشروعنا الوطني. في الحرية وتقرير المصير.
ونتوجه بالشكر الجزيل لجميع الدول والشعوب التي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعمت قضيتنا العادلة في المحافل الدولية.
ونقول لشعبنا إن الاحتلال قد انتهى، وأنه لكي يحقق شعبنا الحرية والاستقلال في وطنه ووطن أجداده، علينا أن نثابر ونحافظ على أرضنا ومقدساتنا وثوابتنا الوطنية. الهوية التي نفتخر بها. ونؤكد أننا سنحافظ على ثوابتنا الوطنية التي من أجلها قدم شهداؤنا وجرحانا أرواحهم ومن أجلها أسرانا البواسل حريتهم.