fbpx

لم يكن اقتحام “وفد” من أجهزة الاحتلال الأمنية متقدمًا فيه “الشاباك”، لقرية أم الحيران في النقب الفلسطيني المحتل، من باب التحريش فقط، كما كانت تدعي، وإنما لوجود تقدم بعودة مخطط اقتلاع القرية للتنفيذ مجددًا.

وكان المخطط قد جُمد بعد معركة ومواجهات عنيفة شهدتها على مدار أشهر بين أهلها الأصليين، وقوات الاحتلال، كان أخرها العدوان الذي شنّه الاحتلال وانتهي باستشهاد المربي يعقوب أبو القيعان، وهدم بيوت القرية بأكملها.

ورغم كل الأحداث التي شهدتها القرية في تلك الفترة وتحديدًا عام 2017، إلا أن أهلها لم يتركوها، وفدوها بأجسادهم ودمائهم، وهو ما اضطر “إسرائيل” لتجميد المخطط.

اليوم أهل القرية باتوا على قناعة تامة بأن مكرًا إسرائيليًا خطيرًا بات يحيق بهم، خاصة وأن اقتحام اليوم، سبقه اقتحام وجولات مدسوسة وخبيثة لدوائر الاحتلال.

واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وعناصر جهاز “الشاباك” والخيالة ووحدات خاصة القرية صباح اليوم، ولم يكن اقتحامًا، بقدر ما كان أخذ تخطيط كامل للمناطق المستهدفة، كما يؤكد رئيس اللجنة الشعبية في أم الحيران.

ومنذ عام 2003 يواجه أهل القرية الهدم المتكرر لها، وسبق أن رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسهم لمنع إخلائها عام 2014، وعقب ذلك شهدت أحداثًا دامية، استشهد فيها أبو القيعان وأصيب العشرات، وتم هدم كل بيوت القرية.

مشاهد ما حدث عام 2016

ويقول رائد أبو القيعان لوكالة “صفا”: إن الطريقة التي تم اقتحام القرية فيها، وطبيعة الأجهزة والعناصر، وأساليبهم، تؤكد أن أراضي سيتم مصادرتها، بالإضافة لقسائم بناء، في المناطق التي كانت مستهدفة قبل تجميده.

ويضيف “ما حدث اليوم هو تكرار لمشاهد ما قبل أحداث عام 2016-2017 في القرية، وهذه الزيارة تأتي قبيل الذكر السادسة لأحداث القرية واستشهاد أبو القيعان”.

“لا يمكن تصور ما تفكر به هذه المنظومة التي تعتبر نفسها دولة، إنها تُصر على إنكار حق أهل الأرض في القرية، ولا تريد الاعتراف، وتتعامل بغيظ معهم”، يقول أبو القيعان.

ويشير إلى أن وفد الاحتلال اليوم أجري تخطيطًا لعدة مناطق، منها الحارة الكبيرة المعروفة باسم “قسم ب”، وعدد القسائم فيها 400 قسيمة بناء.

كما تم أخذ مخططات أراضي زراعية واسعة، والجزء الذي وقعت فيه الأحداث، بل ومناطق أخر محيطة جديدة.

تهديدات مباشرة وتحذيرات

وكان أهالي القرية تلقوا في نهاية الأسبوع الماضي تهديدات مباشرة من جهات إسرائيلية عدة، تدعوهم إلى الرحيل من القرية، في محاولة لترهيبهم.

أبو القيعان يؤكد أن ما جري اليوم مقدمة لاستكمال قواعد إقامة المستوطنة اليهودية، والتي ما تزال كما هي منذ أحداث القرية قبل حوالي ستة سنوات.

يقول “هذه المستوطنة تم اليوم إجراء مخططات في وحول المكان المفترض إقامتها فيه، والتي سيتم تسميتها أيضًا مستوطنة حيران”.

ويحذر أبو القيعان مما تحمله الأيام للقرية من أحداث، ستكون عنيفة، بحال أصرت سلطات الاحتلال على المضي في تنفيذ مخطط اقتلاع القرية وإقامة المستوطنة، خاصة وأنها “سبق وأن جرّبت أهل القرية في هذا الشيء”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *