اعتبر ساسة وصحافيون وضباط سابقون ومعلقون إسرائيليون عودة النازحين من جنوبي قطاع غزة إلى شماله بمثابة إعلان رسمي لنهاية الحرب، وتبدد فكرة “النصر المطلق”.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف المستقيل “إيتمار بن غفير” إن ما جرى “مشهد مهانة إضافي يعزز من شعور النصر لدى حماس”.
وأضاف، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أن “مشاهد عودة مئات آلاف الغزيين لشمالي القطاع صباح اليوم صورة نصر إضافي لحماس ومهانة لإسرائيل.. لا يبدو هكذا النصر المطلق، هذا هو الاستسلام المطلق”.
وذكر أن “جنودنا لم يضحوا بحياتهم في القطاع لكي نصل في النهاية إلى هذه الصور”.
أما مسؤول منظمة “الأمنيون” الإسرائيلية الجنرال أمير أفيفي فقال: “اليوم فقدنا ورقة ضغط مهمة للغاية، وكان علينا تأجيل عودة النازحين إلى شمال غزة حتى المرحلة الأخيرة للاتفاق”.
فيما قال المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال “دورون كدوش” إن الكيان خسر ورقة الضغط الأقوى على حماس بعد السماح بعودة النازحين إلى شمال غزة.
وذكر، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أن “الحركة حصلت على كل ما ترغب به في هكذا صفقة”.
وأضاف “حصلت حماس اليوم على كل ما ترغب به، وهي العودة للسيطرة الكاملة على شمال القطاع، وعودة حوالي مليون غزيّ لمناطق شمالي القطاع، بعد أن تم إفراغ غالبيته، وهذا الأمر سيعقد من مهمة الجيش حال رغبت إسرائيل بالعودة للقتال”.
وتابع “بعد عدة أسابيع ستتحول مهمة استئناف القتال شمالي القطاع إلى مهمة شبه مستحيلة”.
أما الناشط اليميني الملقب بـ”الظل”، فقال: “علينا أن نطلب الصفح من أرواح 841 جنديًا قتلوا في هذه الحرب بعد مشاهد عودة الغزيين على محور نتساريم.. لم نتعلّم شيئًا مما جرى”.
أما المذيع الإسرائيلي في القناة 12 “أودي سيغال” فرأى أن مشاهد عودة النازحين تعبّر عن نهاية الحرب.
وقال: “يبدو لي أن هذه المشاهد تعبّر عن نهاية الحرب؛ فالحرب من الناحية السياسية انتهت، وأقرت إسرائيل بعدم القدرة على القضاء على حماس، أما في الشق العسكري فلا يعرف الى أين ستتجه الأمور”.
وأضاف، وفق ترجمة وكالة “صفا”، “أعتقد أن اسرائيل فشلت فشلاّ ذريعاً على المستوى الاستراتيجي لإيجاد بديل لحماس”.
وبدأ عشرات آلاف النازحين وسط وجنوبي القطاع، صباح يوم الإثنين، بالعودة إلى شمال غزة، بعد عامٍ وثلاثة أشهر من النزوح القسري بفعل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية.