قال مركز معلومات فلسطين “معطى”، في تقرير أصدره الجمعة، رصد فيه كافة مجريات حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ 7 من أكتوبر/تشرين أول 2023، شمل صوراً وأرقاماً ورسوماً وتحقيقات صحفية، ومواقف دولية وعربية متنوعة حول الحرب.
وأكد التقرير، على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال التي بدأت عملياً قبل 105 أعوام، منذ الاستعمار البريطاني، مروراً بالهجرات اليهودية إلى فلسطين ثم سياسيات الفصل العنصري والتصعيد المستمر.
وسلط الضوء على الدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، مشيراً إلى انتهاكات حقوق الإنسان دون محاسبة، وفشل التسوية السلمية في إقامة الدولة الفلسطينية.
وبين تقرير مركز “معطى”، أن كل تلك العوامل أدت إلى انفجار البركان في عام 2023 واندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023.
ووثق أهم المجازر التي نفذها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في مستشفيات المعمداني والشفاء وفي المخيمات: جباليا، والمغازي، والنصيرات بالإضافة إلى مجزرتي مدرسة التابعين ومواصي خان يونس ذاكراً التقرير تاريخ المجازر وعدد الضحايا والقنابل وآثار الدمار.
وصنف تقرير المركز الجرائم والانتهاكات المختلفة في بنود منفصلة كالتحريض على الكراهية، والتهجير القسري، وقتل الأطفال والنساء والعائلات، بالإضافة إلى جرائم أخرى بحق الأسرى والصحفيين والرياضيين والعمال والنازحين والمنظمات الإغاثية والإخفاء القسري، ومنع مياه الشرب.
وبين أن كل تلك الانتهاكات التي شملت مقتل أكثر من 41 ألف مواطن فلسطيني وتدمير 86% من مساحة القطاع، تمت بوافقة ومباركة ودعم أمريكي وأوروبي لحرب الإبادة الجماعية على غزة من خلال تزويد الاحتلال بوسائل القتل المتنوعة،
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية كشف التقرير عن حجمها وعددها وطبيعتها فمنها ما يمر عبر معبر رفح لكنه توقف في إبريل عام 2024 وغيرها عن طريق إنزال جوي شاركت فيه الأردن والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات ومصر وفرنسا وبلجيكا، بالإضافة إلى مساعدات عبر ميناء عائم الذي أغلق في يوليو 2024 وتعرضت تلك المساعدات وطريقة تقديمها لانتقادات واسعة من قبل الفلسطينيين.
وتناول تقرير مركز “معطى”، التفاعل الشعبي العالمي ضد الحرب على غزة في فرنسا وإسبانيا وهولندا وألمانيا وبريطانيا واليونان واليابان وماليزيا، وسلط الضوء على الحراكات الطلابية والعمالية والنقابية وعلى حملات المقاطعة للعلامات التجارية المؤيدة للاحتلال وعالج تسلسل الدعوى القضائية ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية. وسلط الضوء على التغطية الإعلامية الأمريكية والأوروبية المتعلقة بالحرب.
وبين التقرير المأساة التي يعيشها 2 مليون نازح في قطاع غزة من أطفال ونساء وشيوخ، وتحدث عن مناطق الإخلاء الآمنة وكيف يبطش الاحتلال بمن يلجأ إليها، وقارن بين وضع أهل غزة قبل الحرب وبعدها من حيث نقص المياه الشديد وطوابير الجياع وتكدس النفايات ودورات المياه ومعاناة النساء والأطفال والصحة النفسية ثم عرضت مشاهد إنسانية من ميدان الحرب.
وقسَّم التقرير مركز “معطى”، القوات المشاركة في الحرب على غزة بين قوات منسحبة مثل لواء غولاني وشارون وفرقة 98 وألوية متبقية مثل لواء عوز وحدات الكوماندوز وعدد كبير من المرتزقة القادمين من فرنسا وجنسيات أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وأوكرانيا وروسيا وبريطانيا.
ثم يسرد التقرير التسلل الزمني للإمدادات العسكرية الأمريكية للاحتلال، وحزم المساعدات التي توصف بالتاريخية علاوةً على التبرعات والدعم المقدم أوروبياً ودولياً للاحتلال. ثم يستعرض التقرير الخسائر العسكرية والاقتصادية لدولة الاحتلال متسائلاً هل فشلت الحرب الإسرائيلية على غزة؟
ويتناول التقرير مركز “معطى”، شكل المقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية مثل كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو علي مصطفى، ويعدد أبرز الأسلحة المستخدمة من قبل المقاومة الفلسطينية مثل صواريخ القسام وقذائف الهاون، والطائرات المسيرة، وطوربيد العاصف، والعبوات الناسفة، وبندقية القنص، وشبكة الأنفاق، ويوضح التقرير كيفية حصول المقاومة على أسلحتها.
وأكد التقرير أنَّ عملية طوفان الأقصى غيَّرت قواعد اللعبة باعتبارها نقطة تحول إستراتيجي، وسَّعت من ساحة الصراع، وكلفت الاحتلال تكاليف باهظة، ثم يعدد التقرير مفاتيح حل الصراع، واتفاق تبادل الأسرى، وسيناريوهات ما بعد الحرب ويتوقع التقرير هزيمة الاحتلال والفشل في استرداد معادلة الردع ثم يختم التقرير بنداء للعالم للضغط من أجل إنهاء الحرب وإجراء تحقيق دولي ونزيه ليأخذ كل ذي حق حقه.