أكد تقرير صادر عن منظمة “أطباء بلا حدود”، اليوم الخميس، وجود علامات واضحة على التطهير العرقي بغزة .
وأصدرت المنظمة تقريرًا شاملاً يسلط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. ل
ويتناول التقرير، الذي صدر تحت عنوان: “غزة: أن تعيش مصيدة موت”، الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي تشمل القصف المكثف، الحصار الخانق، والحرمان الممنهج من الخدمات الأساسية.
وشدد التقرير على وجود “علامات واضحة” على التطهير العرقي”، حيث يتعرض الفلسطينيون للتهجير القسري وظروف معيشية غير إنسانية تهدد حياتهم، وشددت على أنه “بينما لا نملك المرجعية القانونية لإثبات التعمد، فإن علامات التطهير العرقي والدمار المستمر” إلا أنه “لا يمكن إنكارها”.
وجاء في التقرير أن العلامات الواضحة على التطهير العرقي الذي تنفذه إسرائيلي في غزة، يشمل “القتل الجماعي والإصابات الجسدية والنفسية الشديدة والتهجير القسري والظروف المعيشية المستحيلة للفلسطينيين تحت الحصار والقصف”.
وفقًا للتقرير، أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة إلى انهيار شبه كامل للنظام الصحي، فبينما تعمل 17 فقط من بين 36 مستشفى في القطاع بشكل جزئي، أصبحت باقي المرافق خارج الخدمة تمامًا بسبب نقص الوقود والمياه النظيفة والإمدادات الطبية.
ونتيجة لهذا الوضع، يواجه المرضى والجرحى نقصًا حادًا في العناية الطبية. ووثّقت المنظمة حالات اضطر فيها الأطباء إلى التخلي عن محاولة إنقاذ الأرواح بسبب نقص التخدير والإمدادات الأساسية.
وأفاد التقرير بأنه خلال فترة السنة التي يغطيها التقرير – من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 – تعرض موظفو أطباء بلا حدود وحدهم لـ 41 هجومًا وحادث عنف، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف والتوغلات العنيفة في المرافق الصحية، وإطلاق النار المباشر على مراكز إيواء المنظمة وقوافلها، والاحتجاز التعسفي لأفراد من طواقمها من قبل القوات الإسرائيلية”.
وقالت المنظمة إن “طاقمها الطبي والمرضى على حد سواء اضطروا إلى إخلاء المرافق الصحية بشكل عاجل في 17 حادثة منفصلة، وغالبًا ما كانوا يركضون فعليًا للنجاة بحياتهم”، مشددة على أن “الأعمال القتالية بالقرب من المرافق الطبية، تعرّض المرضى ومقدمي الرعاية والموظفين الطبيين للخطر”.
كما أشارت إلى تزايد الأمراض المعدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، التي تسببت في وفاة المئات، خصوصًا الأطفال والنساء الحوامل؛ محذرة من تزداد الأمراض “مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء”.
وأفادت بأن “الأطفال يفتقرون إلى التطعيمات الضرورية، ما يجعلهم عرضة لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال”. وأشارت إلى “زيادة في عدد حالات سوء التغذية، ومع ذلك فمن المستحيل إجراء فحص كامل لسوء التغذية في غزة بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع وعدم وجود تدابير مناسبة لتخفيف حدة النزاع”.
ودعت منظمة “أطباء بلا حدود” المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ سكان غزة، مطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع فورًا ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كامل ومستدام.
وشددت المنظمة على ضرورة إيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون قيود، وإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الموثقة.
وشدد التقرير على أن السياسات الإسرائيلية في غزة تحمل “علامات واضحة على التطهير العرقي”، حيث يُجبر السكان على ترك منازلهم بسبب القصف المتواصل.
وأدى القصف إلى تدمير آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف، مما دفع العائلات الفلسطينية إلى البحث عن مأوى في مدارس ومرافق عامة مكتظة، تفتقر بدورها إلى أدنى مقومات الحياة.
وأضاف التقرير أن القوات الإسرائيلية استهدفت المرافق الصحية والإيوائية بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين. كما وثّقت المنظمة شهادات تُظهر استهدافًا متعمدًا للبنية التحتية الأساسية في محاولة لتقويض أي فرصة للحياة في القطاع.
ويكشف التقرير أن أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من انعدام الوصول المنتظم إلى المياه النظيفة، حيث تضررت مرافق الصرف الصحي والمياه بشكل كبير نتيجة القصف. وأشار إلى أن الأطفال يعانون بشكل خاص من تداعيات هذا الوضع، حيث تتسبب المياه الملوثة في انتشار الأمراض.
ووثقت المنظمة شهادات مروعة لأطباء تحدثوا عن حالات وفاة مرتبطة بسوء التغذية والجفاف. كما أكد التقرير أن السكان يواجهون نقصًا مستمرًا في الغذاء، ما يؤدي إلى سوء التغذية الحاد لدى العديد من الفئات، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل.
وأكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في ختام تقريرها أن الوضع الإنساني المتدهور يتطلب تحركًا فوريًا لإعادة بناء ما دمره القصف والحصار، وحماية حياة مئات الآلاف من المدنيين.